أفتّشُ عن مسرّاتي التي رحلتْ بلا عذر ِ فأدفن رأسيَ الموجوعَ في الأوراقِ والحبْر ِ وأبحثُ عن بقاياها
فلا ألقى سوى الذِّكر ِ....
فأذكرُ عطرَ قبلتكَ
وطرقَ القلب ِ
في صدري
وأذكرُ موعدَ الصبح
ولقيانا على الجسر ِ
فنملأُ وقتنا مرحاً
بلا خوفٍ .. ولا قهر ِ
ونعدو ـ دونما حرَج ٍ ـ
نسابقُ ضفّةَ النهر ِ
ونضحكُ من سذاجتنا
فنرمي النهرَ.. بالزهر ِ
فلا يومٌ ...كأيامي ...
ولا سحرٌ .. بلا سحري
.....
وأذكرُ حين تحضُنني
فتخرجُ آهــةُ الصدر ِ
وأذكرُ حين تُسمعني
نسيجَ العشقِ في الشِعْر ِ
ويرقُصُ فينا " قبّاني"
فيزهو الفجرُ بالفخْر ِ
وتُسكرُنـا قصـائـدُهُ
بلا كأس ٍ .. ولا خمْر ِ
وتُروى كـلُّ أوردتي
بـلا مـاءٍ .. ولا قطر ِ
..........
أفتشُ عن مسرّاتي
التي غرقتْ .. بلا بحر ِ
ولم يبقَ .. سوى حزنٍ
ودمعٍ صامتٍ يجري
وقلـبٍ خافقٍ تعِسٍ
يُطرِّي الصبرَ بالصبْر ِ
وأيام ٍ ..
بلا نهر ٍ ..
ولا زهر ٍ ..
ولا عِطْرِ
.......
صحيحٌ .. نحن أحياءٌ
ولكن دونما عمْر ِ ...
وصدقٌ .. عندنا ليلٌ
ولكنْ
دونما فجْر ِ ...